عن "عادل عبد العال" رجل الطب البديل!!
عادل عبد العال.. ربما لا تتذكر الاسم جيدا..لكنك تعرفه.. رأيته ولو مرة على إحدى الشاشات..
إنه ذلك الطبيب الذي يتحدث عن الطب البديل، و الوقاية والعلاج بالأغذية الطبيعية ..
لم تتذكره بعد؟
حسنا.. ها هو ذا:
عادل عبد العال لمع نجمه في الآونة الأخيرة، على نحو مذهل.. البسطاء تحديدا أعجبهم أسلوبه وكلامه الذي يفهمونه بسهولة.. ( أمي تنتظر حلقاته دائما!)..
بالأمس صدمني هذا الخبر الصغير في "المصري اليوم" :
اقتباس:
النائب العام يمنع «عادل عبدالعال» من ممارسة الطب البديل
كتب طارق أمين ٢٨/٣/٢٠٠٧أصدر المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، أمس قراراً بمنع عادل عبدالعال خبير الأعشاب من ممارسة نشاطه بناء علي بلاغ قدمه كل من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء، يفيد بأن هذا الشخص يمارس العلاج بالطب البديل دون ترخيص من الوزارة كما أنه يدعي أنه طبيب دون حصوله علي شهادة بذلك.
وقرر النائب العام إلغاء المؤتمر العلاجي الذي أعلن عنه عبدالعال يوم الخميس في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر بعد أن تم حجز كل تذاكر المؤتمر من قبل المواطنين الراغبين في علاج أمراضهم بالأعشاب.
يذكر أن سعر التذكرة الواحدة بلغ ٥٠ جنيهاً للفرد، ويأتي هذا البلاغ في سلسلة المطاردة التي تقوم بها وزارة الصحة ونقابة الأطباء لمروجي العلاج بالأعشاب والطرق البدائية والتي تؤثر علي الصحة العامة.
هذا هو الخبر بالحرف من المصري اليوم..
قمت بالبحث على الشكة، فوجدت هذا المقال للدكتور خالد منتصر في جريدة إيلاف اليومية الإلكترونية، ويتناول الموضوع ذاته.. لاحظوا أن المقال يعبر عن رأي صاحبه:
اقتباس:
* عادل عبد العال يكتشف علاجاً للإيدز ويعالج كل الأمراض بنظرية تنظيف القولون.
* لماذا أصبح الطب هو المستباح بإسم الطب البديل، ولماذا لاتوجد هندسة بديلة أو فيزياء بديلة؟
* الحكومة تسجن من يتنكر فى زى رجل شرطة وتكرم من يتنكر فى بالطو طبيب!
الفضيحة الطبية العلمية الأخرى أو بالأصح اللاعلمية فى دنيا الفضائيات تتعلق بالمدعو د.عادل عبد العال الحاصل على مايسمى بدكتوراه الطب البديل من كندا!، والذى ألف كتاباً عن الطب البديل يظهر على غلافه فى وضع المفكر والفيلسوف أفلاطون، وأنا شخصياً لاأعرف لماذا علم الطب بالذات هو المستباح والحيطه المايلة فى دنيا العلوم التى نبحث لها عن بديل، فعمرنا ماسمعنا عن الهندسة البديلة أو الفيزياء البديلة أو الميكانيكا البديلة، وعندما نريد بناء عمارة فلايمكن أن نذهب لمن يسمى المهندس البديل، ولو رفعنا قضية فلانذهب للمحامى البديل، ولو فعلنا ذلك سنعاقب ويمكن نسجن، فإشمعنى الطب....إلى الآن أنا لاأفهم السبب؟؟.
عادل عبد العال أصبح ظاهرة مستعصية على الفهم، وقد تحديناه من قبل أن يعرض شهادة تخرجه من كلية الطب على الهواء فى أحد البرامج، وبالطبع لم يقبل عادل عبد العال التحدى لأنه ليس طبيباً، وكنا نتمنى أن تكون تلك مجرد إشاعات ولكن بالبحث والتقصى فوجئنا بحقائق تقشعر لها الأبدان، ومآسى تجعلنا نبكى على حال مصر التى وصلت إلى مرحلة إدمان الخرافة حتى الثمالة.
الإشاعات التى نرجوه تكذيبها لو إستطاع تقول أن عادل عبد العال خريج تربية رياضية كان مدلكاً ومدرب إعداد بدنى فى النادى الأهلى لمدة سبع سنوات، وفتح الله عليه وذهب إلى دولة الإمارات حيث تمكن من أن يكون مستشاراً لأحد الأمراء، ولمع نشاطه فى عجمان والشارقة، وساعدته كاريزما كلامه المعسول أن يقنع الحكام هناك بأن يكون أول غريب يستثنى من قانون منع تمليك الأرض للأجانب، وصعد نجم عادل عبد العال وقرر ألا يكتفى بالتدليك الرياضى وقرر أن يقتحم عالم تدليك العقول ويصبح طبيباً ومعالجاً، وكانت الوسيلة للعبور إلى عالم المليونيرات هو قارب الفضائيات وصاروخ الإعلام العابر للقارات.
إختلطت شهوة الميديا مع البيزنس، وإنضمت أرض طريق مصر إسكندرية الصحراوى إلى أرض سيناء، وإجتمعت زراعة الأعشاب مع صداقة رجل الأعمال السيناوى الذى يمتلك قناة فضائية روجت لظهوره بشكل قوى وكاسح جعلته نجماً يتحدث فى الطب ويصدقه الناس أكثر من د.محمد غنيم وخيرى السمره ويس عبد الغفار بل وعلى إبراهيم باشا نفسه!، وإمتدت إمبراطورية الأراضى حتى كندا، وإتسع نطاق الشهرة، وتضخمت الظاهرة، وصار الشخص الوحيد الذى تفرش له السجادة الحمراء قبل دخوله الأستوديو ويحضر رئيس القناة شخصياً أثناء تسجيله الحلقة، وتتهافت عليه الأندية الراقية مثل نادى الصيد والأهلى التى يجلس أعضاؤها المتعلمين الراقيين المثقفين المستنيرين كالمغيبين أمامه يصفقون ويهتفون ويتبركون.
ندوات الدكتور الفاضل عادل عبد العال لها نظامها الخاص، وفيها هتيفة معروفون يخدمون على الهراء الطبى الذى يردده، فتخرج سيدة من وسط الجمهور وهى تبكى فرحاً وتدعو للدكتور عادل عبد العال لأنه شفاها من السرطان أو فيروس سى، أو يجرى رجل ليقبل يديه لأنه شفاه من العقم، فينبهر الحضور وتنسبك عليهم الخطة الجهنمية ويقعون فى فخ تصديقه بل وتقديسه.
المصيبة والكارثة أن العلاج أصبح بالدولارات وعندى الأسماء والأرقام التى دفعت فى البنوك لشراء العلاجات الوهمية التى يقدمها هذا الرجل الذى خرج علينا أخيراً بإدعاء إكتشافه لعلاج الإيدز، و نتساءل أسئلة بريئة للدكتور المزعوم عادل عبد العال وقبلها لمن يصدقون عادل عبد العال الذى هاتفنى أطباء كثيرون وقالوا لى أن المريض الآن يقول لهم مش واخد الدوا ده لإن عادل عبد العال قال إن العشب الفلانى أو البردقوش العلانى أحسن، ويظل الطبيب فى محاولة مضنية لإقناع المريض وإقتلاع وهم عبد العال المسيطر على تلافيف مخه والمتمكن من تضاريس مخيخه، ولكن بلاجدوى فصوت وصراخ وضجيج التخاريف أعلى من همس العلم، والأسئلة هى:
* هل يوجد فى أى بقعة فى الكون أو المجرات الأخرى إنسان يدعى أنه يعالج كل الأمراض من القلب إلى الطحال إلى الكبد إلى المخ إلى العقم إلى البواسير؟!.
* هل يوجد طبيب محترم يعالج كل شئ من خلال نظرية تنظيف القولون وكأننا فى هيئة التجميل والنظافة ولسنا بصدد طب وعلم، وكل شئ عنده سببه الإمساك؟.
* كيف يسمح المسئولون عن الصحة بهذا التهريج؟ وكيف يقتحم مدلك رياضى مجالاً علمياً كالطب؟.
* هل مع د.عبد العال شهادة من كلية الطب؟، هل معه ترخيص بممارسة المهنة؟ أم نحن فى بلد فوضى، يتاجر فيها كل من هب ودب فى صحة البشر؟؟.
* هل لايوجد قانون يجرم إدعاء مهنة محترمة وخطيرة وحيوية كمهنة الطبيب؟ ألستم ياسادة يامسئولين تسجنون وتقبضون على من يرتدى زى رجل الشرطة فى نفس الحين الذى تتركون فيه من يدعى العلاج ويمارس فتاوى الطب ويقتل الناس على الهواء ويخرب فى العلم بإسم الدين، تتركونهم أحراراً يرتعون فى طول المحروسة وعرضها، بل ويكونون ثروات متضخمة متورمة تحت سمع وبصر وبمشاركة أصحاب السلطة والسطوة!!!، حقاً يامصر إنك بلد المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء.
والآن.. ما رأيكم؟
رأيي أنا؟
لا أعرف.. لم أفق من المفاجأة بعد!
أحــــــمــــــد