"أجيال".. تحقيق حلم الأطفال
شهر كامل وستة أيام مضت على إطلاق التلفزيون السعودي لقناة "أجيال"
المخصصة للأطفال، والتي بدأ بثها على القناة السعودية الخامسة صبيحة يوم
عيد الفطر المبارك الماضي. وبما أنني أحد الذين طالبوا بقناة سعودية رسمية
للأطفال في هذه الزاوية بتاريخ 21 مايو 2009 أي قبل نحو 6 أشهر في مقال
بعنوان "أخيرا.. التلفزيون السعودي يطلق قناة للأطفال"، ذلك المقال الذي
حمل فكرة إطلاق القناة على أنها أمنية، متى سنقول إن تلفزيوننا العزيز
سيحققها، فإنني عبر هذه الزاوية أيضا أشكر التلفزيون على هذه الخطوة.
انتظرت
شهرا كاملا قبل أن أكتب لأقف على ما يعرض في هذه القناة الفتية، ووجدت بكل
تجرد أن البداية موفقة نوعا ما، سواء في البرامج الهادفة التي تنمي لدى
الأطفال الكثير من الملكات الإبداعية أو القيم التربوية، أو بما يقدم فيها
من ترفيه بريء يتناسب مع الطفل السعودي وبيئته، إضافة إلى عنصر الانفتاح
على الثقافات الأخرى.
التحدي كبير لقناة "أجيال"، خاصة أنها تأتي في
وقت اختطف فيه الطفل السعودي من قبل قنوات أطفال -وكما ذكرت غير مرة–
تجارية حمَّلت قلبه الصغير هم قضايا كبرى "سياسية ودينية"، أو قنوات أخرى
كرست فيه الكراهية تحت شعارات إسلامية بعضها بموسيقى! وبعضها بدمدمات
وتمتمات إنسان الكهف الأول! فضلا عن قنوات أطفال تغرد خارج السرب ولا
يستطيع الوالدان ترك أبنائهما أمامها دون رقابة، لأن فيها ما يهدد القيم
والهوية.
شكرا وزارة الثقافة والإعلام.. شكرا للتلفزيون السعودي.. شكرا
لكل من ساهم في إطلاق هذه القناة "أجيال"، مع أمل كبير يحدونا أن نشاهد في
قابل الأيام عملا دؤوبا في تطوير القناة الفتية، وألا تتسرب البيروقراطية
إليها كما تسربت لفترة طويلة إلى قنوات التلفزيون الأخرى. وأن تقوم إدارة
القناة بعمل استفتاءات عبر القناة أو أخرى ميدانية، لمعرفة البرامج التي
تلامس حدود مدارك الطفل السعودي، ورغباته، والسعي إلى تقديم أقصى ما
يتمناه، لأن المنافسة الفضائية قائمة على أشدها لاستقطاب هذا الطفل، ولا
مجال للقنوات الضعيفة، خاصة فيما يتعلق بـ"مزاج" الصغار أحباب الله!