لا شك أن هذه الأسئلة تدور حالياً على لسان كل من يقرأ صحيفة أو يفتح جهاز التلفزيون أو يتصفح موقعاً على شبكة الإنترنت أو يستمع للراديو وهو في سيارته متجهاً إلى عمله.
العناوين الرئيسية للأزمة هي:
تسونامي الرهن العقاري يعصف بأسواق المال الأمريكية.
انهيار أسواق المال الأمريكية, والاقتصاد العالمي مقبل على كارثة حقيقية.
بوش: اقتصاد أمريكا في خطر.
إفلاس بنك ليمان برازرز.. القشة التي قصمت ظهر الأسواق.
هكذا بدأ المشهد وقت وقوع الكارثة. فما هي الحكاية؟
بدأت الحكاية يوم الاثنين السابع عشر من شهر سبتمبر 2008م الماضي عندما أعلن بنك ليمان برازرز الاستثماري الأمريكي العملاق أنه وضع نفسه تحت حماية الفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي الخاص بالإفلاس. ويسمح هذا القانون للمؤسسات التي تواجه مصاعب مالية مواصلة أعمالها تحت إشراف قضائي حتى تتوصل إلى اتفاق مع دائنيها.
وأدت خطوة بنك ليمان برازرز، وهو رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة الأمريكية، بإعلان الإفلاس وطلبه من الجهات المختصة اتخاذ إجراءات طارئة لحمايته من الانهيار التام، إلى تصاعد حدة الأزمة المالية التي يشهدها الاقتصاد العالمي. وجاءت خطوة البنك بعد تعرضه لخسائر بلغت مليارات الدولارت نجمت عن تعاملاته في سوق الإقراض العقاري في السوق الأمريكية.
وقد أعلن البنك إفلاسه عقب انسحاب بنك باركليز البريطاني، وغيره من المستثمرين، من المحادثات التي كان يرمي من خلالها شراء غالبية أسهم ليمان برازرز. وقد انسحب المستثمرون من المفاوضات يوم الأحد 16 سبتمبر لعدم تمكنهم من الحصول على ضمانات بشأن التعهدات المالية التي يجب أن يفي بها ليمان برازرز عند افتتاح الأسواق في صباح اليوم التالي 17 سبتمبر 2008م.
وأدى الانسحاب إلى انهيار البنك وإعلان إفلاسه. وعلى الفور طوقت الشرطة المقر الرئيسي لمبنى البنك في نيويورك وشوهد موظفو البنك وهم يغادرون مكاتبهم بينما تجمهر العديد من الأشخاص ليشهدوا لحظة إعلان إفلاس البنك العملاق.
وكان أثر هذا الإفلاس مدوياً على أسواق المال الأمريكية والعالمية حيث تراجعت بشدة أربكت المتعاملين واستدعت إلى الذاكرة ذكريات الانهيارات الكبرى في أسواق المال.
22:15