إيران وأمريكا.. سيناريو يوم القيامة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

في أعقاب انطلاق العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وتأكيد جميع المراقبين
أن حجم الرد الإسرائيلي التدميري الشامل للبنان لا يتناسب مع مسألة بحجم
أسر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل 8 آخرين، برر كثيرون هذا الرد
العسكري العنيف بأنه جزء من خطة أمريكية كبرى لمواجهة إيران بشكل أساسي،
وقالوا بأن الهدف هو تفكيك مصادر قوة إيران الخارجية خصوصا حزب الله في
لبنان وشيعة العراق، وتحييد سوريا تمهيدا لضرب طهران. والآن، بعد الهدنة
في لبنان وتوقف القتال، وفي ظل التركيز على حصار حزب الله داخليا، وغلق
حدود لبنان في وجه أي عملية لتجديد سلاح الحزب كي يظل ضعيفا نسبيا في أي
مواجهة قادمة، إضافة إلى صدور تصريحات غريبة من الجانب الإسرائيلي (بطلب
أمريكي) عن الاستعداد للتفاوض مع سوريا لتحييدها أيضا عن التحالف مع
إيران، وأنباء عن تقارير أمريكية بعدم توقع تحرك ذي بال من شيعة العراق..
يبدو واضحا أن كل ما يجري ليس سوى حلقة متكاملة من خطط لضرب إيران ومنعها
من الوصول لمرحلة القدرة على إنتاج سلاح نووي. ومع أن كل المؤشرات تؤكد أن
الإيرانيين بدورهم لا ينقصهم الدهاء ويستغلون كل نقطة قوة اقتصادية أو
عسكرية أو سياسية لتعزيز موقفهم، وأنهم يتلاعبون بخصومهم الأمريكان
والأوربيين، وصولا لنقطة اللاعودة في برنامجهم النووي، فمن الواضح أن
اليمين المتطرف في إدارة بوش -الذين لم يتبق لهم في السلطة سوى عامين
ويرغبون في تحقيق أي إنجاز خلالهما بعد الفشل الكبير في العراق- مستمرون
في وضع الخطط لضرب إيران ليس فقط لأن قوتها العسكرية تشكل خطرا على
المصالح الأمريكية خصوصا في الخليج وإسرائيل، ولكن أيضا لأن إيران أصبحت
الآن مركزَ حلف قوي لمعارضي المخططات الأمريكية باتجاه شرق أوسط أمريكي
جديد. الخطط الأمريكية والإيرانية فالمخطط الأمريكي-الإسرائيلي لشرق أوسط
جديد يقوم ببساطة على تغيير بؤرة الصراع في هذه المنطقة بحيث لا يعود
مصطلح `الشرق الأوسط` مرتبطا بالصراع العربي الإسرائيلي، ولكن بصراع آخر
من نوع جديد عربي- إيراني، أو سني- شيعي، وتصنف تل أبيب هنا كحليف للدول
العربية `المعتدلة` في المفهوم الأمريكي، ومن هنا يأتي السعي الأمريكي
لضرب إيران وحشد جهود الحلفاء العرب ضدها عبر استفزاز النعرة الطائفية
والعشائرية في المنطقة لتحقيق هذا الهدف. والمشكل هنا أنه بينما يتصور
اليمين الأمريكي الحاكم أن لديه مخططا جاهزا أعده اللوبي الصهيوني لضرب
إيران وينسق مع تل أبيب حتى في مسألة إعداد الملاجئ ليختبئ بها
الإسرائيليون عندما تقصف طهران تل أبيب، ينفذ الإيرانيون بدورهم مخططا
متكاملا لتطوير قدرتهم العسكرية والبحثية، وآخر للرد وإشعال المنطقة وما
حولها وضرب المصالح الأمريكية في أماكن عدة في حالة تعرضهم لعمل عسكري.
ويقوم المخطط الأمريكي علي: 1- تجييش أعضاء مجلس الأمن بهدف تنفيذ قرار
الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي طلبت من إيران في فبراير الماضي
`إعادة النظر` في بناء مفاعل جديد يفترض أن ينجز بناؤه في 2009، وسينتج
كمية كبيرة من البلوتونيوم يمكن أن تستخدم لصنع قنبلة ذرية، فضلا عن تعليق
تخصيب اليورانيوم. وكذلك تجييش الدول العربية في حملات تخويف من القدرات
النووية الإيرانية بهدف خلق أجواء شعبية مواتية للضربة الأمريكية ضد
إيران. 2- إشراك تل أبيب في العدوان على طهران سواء بدعم لوجستي أو أرضي
أو كقاعدة انطلاق ضد الأهداف الإيرانية، فضلا عن التعاون الاستخباري
لتوجيه ضربات عنيفة للمفاعل النووي الإيراني ومراكز إنتاج الوقود والطرد
المركزي ليصبح لتل أبيب دور عسكري لأول مرة كثمن لتحالفها بعدما كانت
واشنطن تتولى عنها مهمة حماية أمنها. 3- السعي لتحييد دور شيعة العالم
الذين من المفترض أن يهبوا لنصرة إيران في حالة ضربها، مثل ضرب حزب الله
وحصاره، وتعظيم الانقسامات بين شيعة العراق وجس نبض احتمالات خروجهم ضد
أهداف أمريكية، وهي مسألة تقول مصادر أمريكية بأن إدارة بوش اطمأنت إلى
أنه لن يحدث أي رد فعل ضدها في العراق، إضافة لضمان قمع الدول العربية لأي
احتجاجات للأقليات الشيعية. 4- التركيز على حرب خاطفة وسريعة أو ضربة
واحدة دون الدخول في معارك مستمرة على غرار قصف المفاعل العراقي من جانب
إسرائيل، لأن إطالة أمد المواجهة لن يكون لصالح أمريكا أو إسرائيل، ومن
هنا يجري الحديث عن أسلحة حديثة وعملية جراحية سريعة. أما مصادر القوة
والضعف في هذا المخطط الأمريكي، ومدى الاستعداد الإيراني له فتنبع من أن:
1- التقديرات الأمريكية السابقة في حروب العراق ولبنان وحتى أفغانستان ثبت
فشلها جميعا وعلى العكس تماما أدت هذه الحرب، وضمنها الحرب ضد `الإرهاب`
إلى تعظيم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما أكده تقرير للمعهد
الملكي البريطاني للدراسات الدولية نشر في 23 أغسطس 2006 حيث أكد أنه `من
شبه المؤكد أن إيران هي أبرز المستفيدين من الحرب على الإرهاب في الشرق
الأوسط`، وأن نفوذ إيران الجديد في المنطقة سيصعب أكثر وأكثر مهمة التصدي
لطهران. 2- الخطط الأمريكية لحصار
وعقاب وضرب إيران تأتي في وقت تعاني فيه إدارة بوش من حالة ضعف لم تشهدها
منذ توليها، كما أنها تشهد مزيدا من التقليص لنفوذ اليمينيين المتطرفين
لصالح البرجماتيين. 3- أوراق المكسب الإيرانية أكبر من الأوراق الأمريكية،
وهو ما يصعب المهمة الأمريكية ويجعلها أشبه بالانتحار وإدخال العالم في
أتون حرب عالمية مصغرة، ويجعل الحرب في هذه الحالة -أخذا في الاعتبار الرد
الإيراني- أشبه بخيار شمشون أو سيناريو يوم القيامة الذي يقوم على تصور
غلق مضيق هرمز ووقف صادرات النفط وقصف تل أبيب بالصواريخ وإثارة واستنفار
شيعة الخليج والعراق ولبنان، غير استهداف 140 ألف جندي أمريكي في العراق.
هذا في حين ينهض المخطط الإيراني المضاد على: 1- تتبع طهران ما يشبه أسلوب
الكتمان أو `التقية` الديني الشيعي الشهير في إخفاء مخططها في مواجهة
الغرب، حيث تسعى لمفاجأة الغرب كل حين بتقدم جديد يصعب مهمة وقف برنامجها
النووي، ففي المرة الأولى عندما اشتد الضغط الدولي عليها طلبت مهلة ثم
فاجأت الغرب بإنتاجها اليورانيوم عبر أجهزة الطرد المركزية، وعقب تصاعد
التهديدات بإحالة ملفها للأمم المتحدة، أعلنت طهران عن استخدامها أجهزة
طرد مركزي ذات قدرات عالية في هذا الخصوص وقال المرشد الأعلى للجمهورية
الإسلامية بأن بلاده ستستمر في التخصيب وب`قوة`، وقال مصدر إيراني رسمي:
إن طهران بصدد الإعلان عما وصفه ب`نجاح مهم` في مجال التقنية النووية حققه
الخبراء النوويون الإيرانيون في بحوثهم بعد يومٍ واحد من الرد الرسمي
الإيراني على مقترحات الدول الست الكبرى. وقبل أسبوع من نهاية المهلة التي
حددها مجلس الأمن الدولي لإيران لتعليق أنشطتها الذاتية لتخصيب اليورانيوم
يوم 31 أغسطس الجاري، ويبدو أنه كان يقصد افتتاح مصنع إيراني لإنتاج الماء
الثقيل السبت 26-8-2006. 2- مصدر قوة إيران الأساسي في أي مواجهة مقبلة
يكمن في ضعف الإدارة الأمريكية الحالية التي خرجت من حربين فاشلتين في
العراق وأفغانستان وأخيرا في لبنان، وتعاني من حالة انقسام داخلي وعلى
مستوى الإدارة نفسها (اليمينيون باتوا يتهمون إدارة بوش بأنها أصبحت ضعيفة
وبلا أهداف)، فضلا عن سعي طهران للاستفادة من حالة السخط العربي والإسلامي
على واشنطن بسبب الانحياز لإسرائيل. 3- استخدام سلاح النفط ليس فقط
باعتبار أن طهران ثاني منتج عالمي للنفط، ولكن بالنظر لقدرتها على منع
تصدير النفط أيضا من الخليج عبر غلق مضيق هرمز بطرق شتى؛ حيث يمر 18 مليون
برميل نفط يوميا إلى الغرب. 4- في حالة قصر الأمر على العقوبات الاقتصادية
مؤقتا، تستطيع إيران أن تكبد الولايات المتحدة وأوربا خسائر ضخمة كرد على
أي عقوبات اقتصادية تفرض عليها، أقلها رفع أسعار النفط عالميا باستخدام
سلاح النفط وزعزعة استقرار منطقة الخليج حيث يوجد ثلثا احتياطات النفط في
العالم، أو إفساد المشاريع الأمريكية في العراق وأفغانستان ولبنان، فضلا
عن اتباع برنامج مقاطعة بوقف استيراد سلع أوربية معينة تعتبر السوق
الإيرانية سوقا رئيسية لها. مأزق إسرائيل! إذا كانت الولايات المتحدة
ومخططوها من اللوبي الصهيوني داخل الإدارة سعوا لوقف حرب لبنان في نهاية
المطاف بعدما اكتشفوا أن مواجهة صواريخ حزب الله كلفت الدولة العبرية
الكثير، فلا شك أنهم يدركون أن صواريخ حزب الله ليست سوى `لعب أطفال`
مقارنة بالصواريخ الإيرانية التي لديها القدرة على الوصول لكل المدن
الإسرائيلية وبقدرة تدميرية أعلى!. ولهذا تتصادم خطط التصعيد العسكري
الأمريكية بالخطط الإيرانية لقصف تل أبيب خصوصا أن طهران لديها قدرات
عسكرية أعلى وعقيدة قتالية استشهادية بعكس حالة العراق الضعيف عسكريا
ومعنويا، وقادرة على الصمود لوقت أطول، ولكن الإسرائيليين لا ينفون أنهم
مرعوبون من فكرة وجود دولة نووية أخرى غيرهم -صديقة للعرب- في الشرق
الأوسط، يمكن أن تخلق توازنا نوويا وتجعل أسطورة `التفوق النفسي والرعب`
الصهيونية بلا قيمة مستقبلا!. وربما نتج عن هذا تصريحات متضاربة داخل
إسرائيل: بعضها يدعو للاستعداد (عسكريا) للضربات الإيرانية، ما يشير ضمنا
للتوجه نحو تفضيل الخطر الأصغر (مواجهة عسكرية تقليدية) بدل الخطر الأكبر
(إيران نووية) الذي يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، وهو أكبر خطر إستراتيجي
يهددها منذ قيامها عام 1948، والبعض الآخر لا يحبذ تعرض الدولة العبرية
لهذا الخطر الصاروخي الإيراني وإن كان يطالب بالاستعداد له. وضمن هذا، أكد
وزير المتقاعدين الإسرائيلي رافاي إيتان أن إسرائيل يجب أن تستعد لهجوم قد
تشنه إيران بصواريخ بالستية، وقال -في مقابلة بثتها الإذاعة الإسرائيلية
العامة- إن إيران هددت بمهاجمتنا بصواريخها البالستية وعلينا أن نعد
المدنيين لهجوم من هذا النوع وإصلاح أو إعداد عدد كبير من الملاجئ لهذا
الهدف. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن مصادر
مطلعة في ديوان رئيس الوزراء إيهود أولمرت قوله: إن الدولة العبرية `تعكف
في هذه الأيام على إعداد وتجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحمايتها من
التهديد الإيراني، وأن المدير العام لديوان رئيس الوزراء رعنان دينور قدم
لأولمرت تقريرا مفصلا عن الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة الخطر الإيراني.
أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في جيش الاحتلال الجنرال عاموس
مالكا، فقد قال لإذاعة جيش الاحتلال: إنه على إسرائيل `التروي قليلا حتى
ترى كيف سيقوم المجتمع الدولي بلجم التهديد النووي الإيراني ومنع
الجمهورية الإسلامية من مواصلة تطويره`، وإنه يؤمن بأن الولايات المتحدة
الأمريكية قادرة على فعل ذلك. سيناريوهان الأمر عائد بالتالي للجانب
الغربي وتعامله مع الرد الذي قدمته إيران يوم 22 أغسطس الماضي حول
المقترحات الأوربية بشأن تسوية الملف النووي الإيراني لممثلي الدول ال5
دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والذي تبلور في أن إيران تريد الدخول
في مباحثات جادة حول ملفها النووي دون أية شروط مسبقة. فلو انتصرت الرؤية
التي ترى أنه يمكن التعامل مع إيران بقرارات مجلس الأمن والعقوبات وتضييق
الخناق حولها، فسوف يشهد الصراع مرحلة جديدة من التبريد خصوصا في ظل عجز
الإدارة الأمريكية وضعفها. أما لو انتصرت وجهة النظر التي ترى أن تأجيل
المواجهة يعني أن إيران باتت على بعد خطوات من تصنيع السلاح النووي وبلوغ
مرحلة اللاعودة مثل كوريا الشمالية، فربما نشهد سيناريو يوم القيامة
العسكري. أما مخاطر هذا السيناريو الأخير، فهي أن تداعياته على منطقة
الشرق الأوسط وعلى العالم سياسيا ومستقبليا ستكون أكبر وأخطر من التداعيات
العسكرية، إذ إنها ستمتد حتما وتطال إلى الدول العربية (الخليجية وغير
الخليجية) في سلسلة اضطرابات شعبية متوقعة، كما ستغير حتما من خريطة الشرق
الأوسط والخليج في ظل توقعات باشتعال بؤر الأقليات الشيعية خصوصا في حالة
خروج إيران من هذه المواجهة بقدر من القوة كما فعل حزب الله في لبنان
لتبقى المواجهة غير محسومة، وممتدة!.

مشكوووور يا ريس

مشكووووووووووووووووووور على الرد

» علامات يوم القيامة
» هــكذا سنكون يوم القيامة
» كيف تجعل وجهك كالقمر يوم القيامة؟
» هل تريد أن يملأ الله قلبك رضى يوم القيامة ....
» أزهريون يرفضون فتوى إهدار دم صاحبة دعوة استخدام القرآن كورق تواليت.. وتحذيرات من "نازية" جديدة ضد المسلمين.. ومخاوف من تكرار سيناريو "مروة الشربينى"