في أحد المرات طلب الشيخ من كل واحد من طلابه أن يحضر معه كيساً
نظيفاً ثم طلبوا منهم أن يضعوا ثمرة من البطاطس في الكيس النظيف عن
كل ذكرى مؤلمة في حياتهم اليومية التي لا يرغبون أن ينسوها وأن يكتبوا
اسم الذكرى وتاريخها على الثمرة.
عملوا بوصية الشيخ وأصبح بعض منهم يحمل كيساً ثقيلاً جداً لكثرة ما يحمل
بداخله من ذكرى مؤلمة...وبعدد ما يحمل من ذكرى يضع البطاطس في الكيس.
ثم طلب منهم أن يأخذوا هذا الكيس معهم --بما فيه--أينما ذهبوا لمدة أسبوع
وأن يضعوه بجوار فراشهم في الليل وفي مقعد السيارة عند ركوبها وأن
تكون بجوارهم دائماً،إن عبء حمل هذا الكيس في كل مكان طيلة الوقت
خشية نسيانها في أماكن قد تتسبب لهم بالحرج.
وطبيعي تدهورت حالة البطاطا وأصبح لها رائحة كريهة مما جعل من حملها
شيئاً غير لطيف،فلم يمر وقت طويل حتى كان كل واحد منهم قد قرر أن
يتخلص من كيس البطاطس أهم من حمله في كل مكان يذهب إليه
هذه قصة رمزية جميلة تعبر عن الثمن الذي ندفعه بسبب احتفاظنا بما يؤلمنا
وبالأمور السلبية الثقيلة غالباً نحن نعتبر أن نسياننا هو هبة للشخص الآخر ولكن
الحقيقة أن النسيان هو لصالحنا نحن.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وفقكم الله ورعاكم