الفتاة الألمانية التى تبنت دعوة استخدام القرآن الكريم كورق تواليت
ردود فعل متفاوتة أثارها ما نشر عن الفتاة الألمانية التى تبنت دعوة
استخدام القرآن الكريم كورق تواليت.. صدمة وغضب شديدان انتابا رجال دين
وحقوقيين ومثقفين حول ما وصفوه بتعسف وتطرف الغرب ضد الإسلام والمسلمين
حتى وإن حاولوا إلصاق هذه التهم بهم.
الأزهريون اعتبروا هذا الأمر إهانة للإسلام بشكل عام وليس للقرآن، فهو
اختبار حقيقى معتبرين هذه القضية اختبارا للمسلمين بشأن قدرتهم فى الدفا ع
عن مقدساتهم ومدى استعدادهم لإظهار الصورة الصحيحة للإسلام بأنه دين
التسامح والاعتدال والرحمة حيث يصف الدكتور عجمى الدمنهورى أستاذ علم
الحديث بجامعة الأزهر ما قامت به الفتاة بأنه يدل على الحقد الدفين لدى
الغرب للإسلام حتى وإن تشدقوا بمسألة الحوار بين الأديان وحرية التعبير
وما إلى ذلك من مصطلحات مطاطة، مؤكدا أن القرآن كتاب الله وهو حافظه من كل
سوء، ولكن دعوة مثل هذه ستتسبب فى تمزيق العلاقات بين أرباب الحضارات
المختلفة، فهذا انتهاك لحرية الآخرين وإهانة لمعتقداتهم.
الدمنهورى رفض الدعوة بإهدار دم الفتاة واصفا هذه الفتوى بـ"المتسرعة" لأن
هناك طرقا أكثر فاعلية من مجرد فتوى بالقتل مشددا على ضرورة تحلى المسلمين
بالعقلانية، والتعامل مع الأمر بإيجابية بعيدا عن الردود الحماسية وقال:
لابد لنا جميعا أن نطالب بمحاكمة هذه الفتاة وتجريم فعلتها وإثبات أن هذه
الجرائم تؤدى بالضرورة إلى أن يتحول المعتدلون فى أى دين إلى متشددين،
ويكسب الإرهاب مؤيدين جددا مع كل أزمة مثل هذه".
ووفقا لما يراه د. أحمد محمود كريمة أستاذ بجامعة الأزهر فإن الحديث فى
هذا الموضوع يحقق لهؤلاء الناس مطالبهم فى الوصول إلى الشهرة على حساب
الدين الإسلامى، وأضاف أن المسلمين والعرب لديهم قضايا أخرى يجب الاهتمام
بها وعدم الالتفات إلى إثارة القضايا الانفعالية، رافضا القول بإهدار دمها.
واتفق معه فى الرأى د. محمد رأفت عثمان فى ضرورة إعطاء هذا الموضوع أكبر
من حجمه حتى لا يكون طريقا للشهرة على حساب الدين الإسلامى، وأضاف د. محمد
رأفت عثمان أن هذا الكلام القبيح المتدنى يجب ألا نستغرب عندما نسمعه من
نازيين يدعون التحضر والذوق الرفيع ولكن حقيقتهم تظهر دائما من خلال
أفعالهم.
ومن جانبه يرى معتز الفجيرى مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن
هذا الموضوع لا يستحق أن تتحدث عنه أى منظمة حقوقية حتى لا نعطى الموضوع
أكبر من حجمه، معتبرا أن هذا التجاوز فى حق الدين الإسلامى هو نابع من فرد
وليس من الدولة الألمانية.
ومن الناحية القانونية أكد الفجيرى أن القانون الدولى لا يحمى
الأديان ولكن يحمى الأفراد فقط وفى هذه الحالة هذه الفتاة سبت القرآن
الكريم وهو فى قانونهم لا يمكن رفع دعوى قضائية ضدها، وطالب الفجيرى بعدم
تعميم هذه القضية على الألمان بشكل عام لأنه لو تم عمل مقارنة بين وضع
المسلمين فى الخارج فى الخارج ووضع الأقباط والبهائيين فى مصر لوجدنا أن
وضع المسلمين فى الخارج أفضل بكثير.
فيما قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى أن ما حدث هو عنصرية ونازية ضد الدين
الإسلامى والمسلمين وأن هذه الفتاة لا تختلف كثيرا عن الذى قتل مروة الشر
يبنى. ويعتقد أن ما وراء ذلك هو اللوبى الصهيونى الذى يتزايد بصورة ملحوظة
فى ألمانيا، وعن ما قالته "دينا" أن هتلر كان مسلما قال عيسى: "إن كل هذا
هراء وكلام ليس له أساس من الصحة وأن الذى نشر هذه الإشاعة هى جهاز
الدعاية الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية لكى تحوز على تعاطف العرب
والمسلمين الذين يكنون عداوة للحلفاء متخذين مبدأ عدو عدوى صديقى حيث
أذاعت الإذاعة الألمانية الناطقة باللغة العربية فى ذلك الوقت أن اسمه
أصبح الحج محمد، أكد عيسى على مقاضاة هذه الفتاة ويجب أن نوكل بعض
المحامين ونمدهم بالأموال اللازمة لهذه القضية، والأهم من ذلك يجب مخاطبة
الرأى العام الألمانى بطريقة منطقية حتى نستطيع كسبهم إلى صفنا.
وأشار إلى أن كل ما يحدث هو سلوك فردى لا يعبر عن الشعب الألمانى، فلا
ننسى أن المستشرقين الألمان هم من ألفوا أهم وأكبر موسوعة عربية وهى دائرة
المعارف الإنسانية، وأن المسلمين ليسوا فقط هم الذين يعانون من اضطهاد فى
ألمانيا ولكن كل الجاليات الأجنبية فى ألمانيا تعانى من نفس الاضطهاد.