> الأوراق تكشف عملية تجنيد الطبيب المصرى فى تنظيم القاعدة وبداية رحلته من مكة وجدة إلى بيشارو
أسرار جديدة عن تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، كشفتها أوراق خطيرة
حصلت عليها «اليوم السابع»، وكتبها الدكتور رمزى موافى «طبيب بن لادن»
والذى يقضى عقوبة السجن 31 عاماً فى سجن أبو زعبل (تحت حراسة مشددة) بتهمة
الانتماء إلى تنظيم القاعدة.
الأوراق التى حصلت «اليوم السابع» عليها، يكشف فيها طبيب بن لادن كيف تم
تجنيده للانضمام للتنظيم وانتقاله من اليمن إلى السعودية ومنها إلى
باكستان ليستقر بمدينة بيشاور معقل التنظيم واختياره طبيبا خاصا لزعيم
القاعدة.
الدكتور موافى أشار فى هذه الأوراق إلى رفضه القاطع لكل مراجعات الجماعة
الإسلامية والجهاد، مؤكداً أن عدد من وافق عليها لا يتجاوز 10 أفراد
واصفاً إياهم بـ«عبدة العجل».. لأنهم لا يؤمنون بما جاء بها ولكنهم وافقوا
عليها بهدف الخروج من السجون.. وخوفا من عمليات التنكيل التى سيتعرضون لها
فى حالة رفضهم مبادرات وقف العنف أو المراجعات.
بدأت الأوراق التى سجلها طبيب بن لادن بقصة انضمامه للتنظيم فقال: «ذهبت
من اليمن إلى السعودية للحج فى مايو 1990 بالطريق البرى وبعد انتهاء الحج
سمعت من الإخوة المصريين الموجودين بالحرم أنهم فى حاجة شديدة لأطباء
تخدير للعمل فى أفغانستان، وبالفعل ذهبت إلى لجنة البر الإسلامية «القسم
الطبى» حيث طلبوا منى المؤهلات الخاصة وتسيلم جواز سفرى لشخص «سعودى»
للحصول على التأشيرة الخاصة بى من الرياض إلى باكستان «لأن التأشيرات لم
تكن موجودة إلى أفغانستان ولكن إلى باكستان فقط»، وأضاف الدكتور موافى أن
الشخص السعودى أخبره بأنه سيقوم بالحصول على التأشيرة من مدينة «جدة» مركز
استخراج مثل هذه التأشيرات للأفراد والهيئات.
وقال موافى فى أوراقه: «عندما ذهبت إلى مكة مرة أخرى وتكلمت مع الإخوة فى
جماعة الجهاد وكانوا يصلون بالمسجد الحرام معنا كل يوم».. تحدث معى أحدهم
وقال لى: «أنا أقابلك برجل يعمل مع الشيخ أسامة بن لادن وهو مصرى واسمه
أبو عبيدة البنشرى، أمير بيشارو، واسمه الحقيقى على الرشيدى «توفى الآن»
وبالفعل ذهبت إلى جدة مرة أخرى بشارع المكرونة وهو شارع تملكه عائلة بن
لادن وكانت له فيلا كبيرة جداً، وقابلت الشيخ أسامة هناك داخل بيته ودخلت
مع الشيخ أبوعبيدة البنشرى من الخارج وعرفه بى وكتب لى أبوعبيدة البنشرى
عقد عمل كطبيب بالقاعدة فى أى مكان داخل بيشارو أو داخل أفغانستان، وأخذ
جواز السفر وأعطانى ورقة أعطيها لأبوحفص الكبير واسمه الحقيقى محمد عاطف،
نائبه فى بيشارو، وحدد لى مكان تسلم التذكرة والجواز، وموعد السفر إلى
باكستان وبالفعل سافرت إلى هناك وأنشأت عيادة طبية أصبحت فيما بعد مستشفى
صغيرا داخل بيشارو، وكنت أتنقل بين بيشارو وأفغانستان للعمل فى المراكز
الصحية والمعسكرات الموجودة الخاصة بالشيخ أسامة، بالإضافة إلى الكشف على
عائلات المجاهدين الموجودة هناك». ثم ينتقل الدكتور موافى فى أوراقه إلى
رؤيته فى المراجعات التى أطلقتها الجماعة الإسلامية والجهاد فقال، «إن
الجهاد ركن من أركان الإسلام مثل الصلاة والحج، ومنكره كافر باتفاق
العلماء، ومعلوم من الدين للضرورة، والذى يحدث الآن هو استبدال مصطلح
الجهاد بمصطلح الإرهاب ثم نبذ الإرهاب بهدف ضرب فريضة الجهاد، وهذا كفر
واضح لا يخفى على أولى البصيرة».
وأكد طبيب بن لادن فى الأوراق التى حصلت عليها «اليوم السابع» أن مصطلح
الإرهاب ظهر فى بداية التسعينيات على يد اليهود، ثم انتقل إلى «القيادات
الأمنية»، حتى أن العمليات الجهادية ضد إسرائيل أطلقوا عليها عمليات
إرهابية، والحقيقة أنها جهاد، ثم قامت القيادة الأمنية بصناعة عجل جديد
يعبد اسمه المبادرة، وهو عبارة عن أفكار فاسدة لضرب فريضة الجهاد واستبدال
مصطلح الجهاد بالإرهاب، وهذا يحدث منذ 1997 وحتى 2007 حيث نجحت الأجهزة
الأمنية فى استقطاب القيادات الساقطة من الجماعة الإسلامية والجهاد، حتى
نجحت مع 4 مجموعات: الأولى عشرة أفراد وقادها أنور عكاشة، والثانية ثمانية
أفراد وقادها أسامة فرج الله، والثالثة تسعة أفراد وقادها نبيل نعيم،
والرابعة فرد واحد هو سيد إمام، ثم انضم إليه كل من نبيل المغربى وأحمد
عجيزة وانضم عدد من القيادات الذين يرغبون فى الخروج من السجون.
واسترشد د. موافى بالآية القرآنية التى تقول: «قال فرعون ما أريكم إلا ما
أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» سورة غافر- فالأمن دعا الإخوة -كما يقول
د.موافى- لعبادة العجل داخل السجون المصرية مستخدما إما الموافقة على
المبادرة أو التنكيل فى السجون، وهو ما ظهر فى عدة صور ذكرها د. موافى
بأنها تبدأ بمنع الزيارات وحرمان الطلبة من الامتحانات فى جميع المراحل
الدراسية، ومنع العلاج.
ويضرب د. موافى أمثلة على التنكيل بهم قائلا: منذ حوالى 15 شهراً لم
يأت دكتور عظام إلا مرتين فقط، ورمد مرتين فقط، وجلدية مرة واحدة، واتباع
سياسة تكديس السجون »1.60 سم فى 1.60 سم يعيش فيها أربعة أفراد بالإضافة
إلى سياسة التغريبات للوادى الجديد والقرينات، وتقديم الماء الملوث
والطعام السيئ، وتشديد الحراسة ومنع الزيارة الاستثنائية فى رمضان»
ولم ينس د. رمزى موافى أن يكتب تاريخ ميلاده فيقول: أنا من مواليد 6 يناير
1952 من محافظة الدقهلية، وبالتحديد مدينه المنصورة، ومتزوج منذ عام 1981
ورزقنى الله بثمانية من الأولاد، أربعة من الذكور توفى منهم اثنان، وأربعة
من الإناث، وعملت مع القاعدة فى الفترة منذ 6/1990 وحتى 12/1992 واسمها
الحقيقى «القاعدة للجهاد العالمى».
ويختتم د. رمزى موافى مذكراته مؤكدا أنه منذ عام 1992 وحتى الآن لا ينتمى إلى أى اتجاه إسلامى.