| |
ريال مدريد |
|
خلال 60 يوما تبدلت حظوظ ريال مدريد وليفربول في صراعهما المرتقب على بطاقة تأهل إلى دور الثمانية من أبطال أوروبا .. فبعدما كان العملاق الإنجليزي هو المرشح الأكبر للفوز تحول اليوم الفريق الإسباني إلى الطرف الأقوى في المواجهة.
شتان بين ريال مدريد الذي كان يخسر أسبوعيا بالليجا في الفترة التي شهدت سحب قرعة الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، والفريق الملكي الذي يضرب بقوة حاليا.
وبالمثل، هناك فارقا واضحا بين ليفربول الذي اختتم عام 2008 على قمة الدوري الإنجليزي، وذات الفريق الذي يقدم مستويات متفاوتة ويتفنن في إهدار النقاط منذ بدأ العام الجديد.
فقد ضيع ليفربول ثماني نقاط بأربعة تعادلات منذ ديسمبر الماضي الذي شهد قرعة دور الـ16 من أبطال أوروبا، فيما لم يسقط ريال مدريد أي نقطة من ذات التاريخ.
والنتيجة، ضيق ريال الفارق بينه وبرشلونة متصدر الليجا إلى سبع نقاط بعدما كان الفارق في ديسمبر 15 نقطة .. وابتعد ليفربول عن قمة إنجلترا لصالح مانشستر يونايتد بسبع نقاط.
ويظهر المدير الفني خواندي راموس ككلمة السر التي أعادت النجاح إلى قلعة ريال، فيما تعددت الأسباب في خفوت مستوى ليفر بحسب ما يعلنه المدير الفني للفريق رافايل بينيتث.
ريال "خواندي"
النقطة الفارقة في مشوار ريال مدريد هذا الموسم كانت إقالة المدير الفني الألماني بيرند شوستر والاستعانة بخدمات راموس حتى نهاية الموسم.
جاء خواندي راموس إلى ريال مدريد في أصعب أوقات الموسم، إذ تسلم فريقا تائها فشل في تحقيق أي فوز خلال شهر، وعلى بعد أربعة أيام من مواجهة برشلونة في كلاسيكو إسبانيا.
كما كانت قائمة ريال مدريد في أسوأ حالاتها بسبب إخفاق الإدارة في التعاقد مع لاعبين مميزين خلال الصيف، ذلك بخلاف الإصابات التي أنهت موسم هداف الفريق رود فان نيستلروي وعمود الميرينجي الفقري ممادو ديارا وصانع الألعاب اليافع روبن دولاريد.
لكن المدرب الإسباني حقق أقصى أمنيات جمهور الميرنجي إذ بخلاف الخسارة أمام برشلونة حقق الفريق تسعة انتصارات متتالية في الليجا .. فماذا فعل راموس لقلب الأوضاع؟
حلل راموس مشاكل ريال إلى "كثرة الإصابات ونقص الصفوف في بعض المراكز الهامة وضعف أداء خط الدفاع واهتزاز الثقة عند اللاعبين إلى جانب بعض النواحي الخططية".
رفع راموس الحمل التدريبي حتى ارتفع معدل اللياقة تدريجيا، ما يظهر في إحراز الفريق سبعة أهداف في الشوط الثاني خلال المباريات التسع الأخيرة، بعدما كان الفريق يعاني خلال الشوط الثاني في المباريات الأولى للبلانكو مع راموس مثلما حدث أمام فالنسيا وفياريال.
كما فتح النادي خزائنه أمام راموس لتدعيم الفريق في يناير، إذ تعاقد ريال مدريد مع المهاجم الهولندي كلاس يان هونتلار والارتكاز الفرنسي لاسانا ديارا والجناح الفرنسي جوليان فوبير.
ومع وجود ديارا تحسنت الأحوال الدفاعية بما لا يقاس، ففي حين تلقت شباك الفريق 18 هدفا في آخر تسع مباريات لشوستر، دخل مرمى ريال هدفين خلال تسعة مباريات لراموس.
وأعاد راموس اكتشاف القاطرة الهولندي آريين روبن الذي لم يمنح ريال مدريد في موسمين ما يمنحه حاليا للفريق الملكي على الجانب الأيمن.
| |
ليفربول |
|
وانعكس تفوق ريال مدريد في المباريات على ثقة لاعبيه فرديا، إذ بات جونزالو إيجواين لاعبا لا يشق له غبار داخل منطقة الجزاء ووصل للهدف رقم 14 في الليجا، وتوج راؤول جونزاليس هدافا للنادي الملكي على مر العصور متخطيا الأسطورة الحية ألفريدو دي ستيفانو.
"مبدع" ليفربول
في المقابل، يلخص رافايل بينيتث المدير الفني لليفربول مشكلة الحمر في "غياب المبدع"، فالمدرب الإسباني يرى فريقه مفتقدا لمن يجمع خط الوسط مع الهجوم حتى يصنع الفارق.
ويوضح "تراجعت النتائج لأننا لم نعد نصل لمرمى الخصوم كثيرا، الفريق يحتاج لمن يجيد تنسيق اللعب، ويدير انتقال ليفربول من الدفاع للهجوم .. لمن يفتت الدفاع بتمريرة أو تحرك".
فقد بنى بينيتث أمالا كبيرة على انضمام المهاجم الأيرلندي روبي كين للفريق قادما من توتنام هوتسبر، ما يفسر دفع النادي الأحمر 18 مليون استرليني في لاعب قارب الـ30 عاما.
كين كان بالنسبة إلى بينيتث من سيطور أداء ليفربول هجوميا، والسبب "وجوده على حدود منطقة الجزاء بين جيرارد وتوريس هو الذي سيرفع مستوانا بلا شك".
فقد اشتهر كين مع توتنام بإجادته اللعب من خارج منطقة الجزاء، وكما شكل ثنائيا رائعا مع دميتار برباتوف وجيرمن ديفوه وأحمد حسام، طمع رافا في تكرار الأمر نفسه مع توريس.
لكن المهاجم الأيرلندي فشل في إثبات قدرته على صنع الفارق، وبعد العديد من الفرص التي منحها له بينيتث بات كين حبيسا لمقاعد البدلاء حتى رحل في يناير عائدا إلى توتنام.
عباقرة كؤوس
يجمع اللقاء بين عملاقين في إدارة مباريات الكؤوس، فحتي مع أسوأ حال لليفربول لا يمكن لريال تخطيه بسهولة فالفريق الإنجليزي العريق يمتلك مدربا خبيرا في مباريات الكؤوس.
ولعل أرقام بينتيث الذي وصل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات خلال آخر أربعة سنوات رغم ابتعاده عن المنافسة على الدوري الإنجليزي في هذه الموسم تعكس حنكة المدير الفني "الإسباني" في التعامل مع مباريات الكؤوس.
ويتفوق ريال مدريد صاحب الرقم القياسي للتتويج بدوري أبطال أوروبا برصيد تسع ألقاب على منافسه ليفربول الذي يمتلك خمسة ألقاب في عدد مرات التتويج بالبطولة.
إلا أن النادي الإنجليزي لم يخسر خلال آخر أربعة زيارات له لإسبانيا وبالتحديد منذ خسارته أمام فالنسيا تحت قيادة بينتيث نفسه عام 2002، في الوقت الذي لم يفز فيه ريال مدريد في آخر ثلاث مواجهات له مع الفرق الإنجليزية.
لكن بينيتث ليس وحده ملك مباريات الكؤوس، فمنافسه خواندي راموس يملك الخبرة في تلك النوعية من المباريات والتي افتقدها ريال مدريد خلال المواسم الماضية.
فراموس، رغم تاريخه السلبي مع توتنام، إلا أن الفترة التي سبقت رحيله إلى إنجلترا شهدت إنجازات عريضة له مع سيفيليا الإسباني حيث فاز بكأس الاتحاد الأوروبي لعامين متتاليين.
وحتى مشواره القصير مع توتنام شمل فوز السبيرز بكأس "الكارلينج" ما يعكس أن اللقاء سيكون مباراة في "الشطرنج"، لكن كل قطع اللعب من أصحاب المواهب الخاصة.